بسم الله الرحمن الرحيم
من الظواهر السيئة التي ظهرت في مجتمعات النساء في السنوات الأخيرة ,. ذهاب بعضهن إلى قصور الأفراح بملابس عارية أو شبه عارية . حيث تذهب بعضهن وقد كشفت معظم جسمها , بحجة أنها أمام النساء , وتظن المسكينة نفسها متطورة متحضرة , وهي على العكس من ذلك . وهذا اللبس لافائدة فيه للمرأة بل فيه أضرار عليها في دينها ودنياها ومن ذلك :
1- دخولها في الوعيد الذي توعد به الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من النساء وهو قوله : (( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) . والكاسية العارية هي التي تلبس ملابس لاتسترها إما لأنها شفافة , او قصيرة , أو ضيقة تبرز أعضاء الجسم , أو لغير ذلك .
2- تعريض نفسها للطرد من رحمة الله تعالى , قال عليه الصلاة والسلام : (الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ ) حسنه الألباني في صحيح الترغيب (2043) . أي المتبرجات .
3- أن هذا اللبس دليل على قلة الحياء وضعف الدين , والحياء والدين متلازمان , إذا ضعف أحدهما ضعف الاخر ولاشك .
4- الحرمان من محبة الله تعالى , لأن الله يحب المتقين , والمرأة التي تلبس مثل هذا اللباس ليست من أهل التقوى . إذ لو كانت منهم لما لبست ملابس أهل الفسق والفجور . وأيضا جاء في الحديث : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) وصححه الألباني في صحيح الجامع , وإذا كان الله تعالى يحب الستر والحياء فهو يحب أهلهما , وعكس ذلك أنه لايحب التكشف والوقاحة ومن لازم ذلك عدم محبة أهلهما !
5- التشبه بالفاسقات والمنحرفات , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) فالمرأة التي تلبس هذا اللباس بدل أن تحتشم وتتشبه بالصالحات في لباسهن , ذهبت لتتشبه بصاحبات الفسق والفجور والخنا , فمن ترضى لنفسها هذه المهانة والذلة ؟
6- أنها قد تعرض نفسها للفضيحة في الدنيا , إذا قد يحصل لها حادث في الطريق , أو حادث في قصر الأفراح يجعلها عرضة للناس وهي هذا المنظر المشين .
7- أنها قد تصور سواء بعلمها أو بدونه ثم تنتشر صورتها في الجوالات أو في الشبكة العنكبوتية , وهي فضيحة لايرضاها ذو دين خلق لنفسه أو أهله .
8- أنها قد تصاب بالعين – والعين حق – وقد ذكر بعض الرقاة أنه جاءتهم نسوة مصابات بالعين بسبب لبسهن هذا اللبس
9- أن صاحبة هذا اللبس قدوة سيئة لبناتها وأخواتها , وكل من يقتدي بها , تتحمل إثمهن جميعا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) .
قال ابن علان :
"(ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة) : معصية وإن قلَّت ، بأن فعلها فاقتِدي به فيها ، أو دعا إليها ، أو أعان عليها (كان عليه وزرها) أي : وزر عملها (ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)" انتهى .
"دليل الفالحين" (2/136).
9- أن صاحبة هذا اللباس عاصية لله مطيعة للشيطان . خادمة لليهود شاءت أم أبت . لأن الله تعالى أمر بالستر , وهي تتكشف , والشيطان يأمر بالتعري , وقد أطاعته , واليهود عليهم لعائن الله يسعون لإفساد العالم بالتكشف , وهي تساعدهم على تحقيق أهدافهم , فهل توجد مسلمة عاقلة تجعل نفسها معينة للشيطان واليهود في نشر الفساد ؟
وننقل كلاما مهما للشيخ العثيمين رحمه الله يرد فيه على من تتعرى بحجة أنها أمام النساء حيث قال :
( .... وفسر أهل العلم الكاسيات العاريات بأنهن اللا تي يلبسن ألبسة ضيقة أو ألبسة خفيفة لا تستر ما تحتها أو ألبسة قصيرة . وقد ذكر شيخ الإسلام أن لباس النساء في بيوتهن في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بين كعب القدم وكف اليد كل هذا مستور وهن في البيوت أما إذا خرجن إلى السوق فقد علم أن نساء الصحابة كن يلبسن ثياباً ضافيات يسحبن على الأرض ورخص لهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يرخينه إلى ذراع لا يزدن على ذلك وأما ما شبه على بعض النساء من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا الرجل إلى عورة الرجل وأن عورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة ) من أنه يدل على تقصير المرأة لباسها فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في ذلك حجة ولكنه قال لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة فنهى الناظرة لأن اللابسة عليها لباس ضاف لكن أحياناً تنكشف عورتها لقضاء الحاجة أو غيره من الأسباب فنهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة .
ولما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل فهل كان الصحابة يلبسون أزراً من السرة إلى الركبة أو سراويل من السرة إلى الركبة ، وهل يعقل الآن أن امرأة تخرج إلى النساء ليس عليها من اللباس إلا ما يستر ما بين السرة والركبة هذا لا يقوله أحد ولم يكن هذا إلا عند نساء الكفار فهذا الذي لُبِس على بعض النساء لا أصل له أي هذا الذي فهمه بعض النساء من هذا الحديث لا صحة له والحديث معناه ظاهر لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لباس المرأة ما بين السرة والركبة فعلى النساء أن يتقين الله وأن يتحلين بالحياء الذي هو من خلق المرأة والذي هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( الحياء شعبة من الإيمان ) . وكما تكون المرأة كضرباً للمثل فيقال : ( أحيا من العذراء في خدرها ) ولم يُعلم ولا عن نساء الجاهلية أنهن كن يسترن ما بين السرة والركبة فقط لا عند النساء ولا عند الرجال فهل يريد هؤلاء النساء أن تكون نساء المسلمين أبشع صورة من نساء الجاهلية .
والخلاصة : أن اللباس شيء والنظر إلى العورة شيء آخر أما اللباس فلباس المرأة مع المرأة المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل هذا هو المشروع ولكن لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة وكذلك لو احتاجت إلى تشمير الذراع إلى العضد فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط ، وأما أن يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا . والحديث لا يدل عليه بأي حال من الأحوال ولهذا وجه الخطاب إلى الناظرة لا إلى المنظورة ولم يتعرض الرسول عليه الصلاة والسلام لذكر اللباس إطلاقاً فلم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في هذا شبهة لهؤلاء النساء .
وأما محارمهن في النظر فكنظر المرأة إلى المرأة بمعنى أنه يجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء ، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق وما أشبه ذلك لكن لا تجعل اللباس قصيراً .
من فتاوى الشيخ لمجلة الدعوة العدد 1765 / 55.
وللفائدة كتابان مهمان يرجى الاطلاع عليهما :
1- التعري الشيطاني لمؤلفه / عدنان الطرشة
2- هل يكذب التاريخ ؟ لمؤلفه / عبدالله بن محمد الداود
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
منقول