الابن الوحيد، الابن المظلوم

الابن الوحيد، الابن المظلوم

ربما سأخالف التصورات، و المعهود في العرف حين أقول إن الابن الوحيد مظلوم..في طفولته حرم من الأخوة و إن حاول الوالدان تعويضها بشيء من الحنان، و تقمص هذا الدور، و لكن ذلك مهما نجحا؛ فلن يملأنه تماماً و بالصورة التي تنبغي؛ إذ إن الإخوة ليست فقط حناناً و تدلياً وقوفاً بالجانب و سنداً في الحياة، و لكنها أيضاً تناصح، و مغامرة، و نافذة مطلة على الحياة بكل ما فيها بما يوفره التقارب العمري. هذا من جانب.

و الجانب الآخر هو عندما يشب؛ فإن التزامات عديدةً تنتظره تفوق التزامات أخ بين مجموعة إخوة.
كما أن النظرة تجاهه مختلفة و تنتظر منه الوعي الأكثر و البر الأعظم نحو والديه..
و لست في موضع إنكار لفضل الوالدين- و لا يجوز لي بحالٍ ذلك-، و أعلم تمام العلم أنّ الشخص مهما صنع فلن يجزئ ذلك عن لحظة من مخاض.

لكنها هي الحياة، و إرث الأبوة أو الأمومة متوارث فيه لأبنائه إن كتب الله له ذلك..

----

و ما أردت أن أصل إليه:

أن الابن الوحيد قد يضعه طموحه في لحظات عند مفترق طرق، و أمام مستقبل مختلف يتطلب منه تغيير المكان أو الهجرة، عند ذلك يواجهه سد منيع من عواطف الوالدين، و خوفهما من ابتعاده عنهما، هذا قد يشوش عليه حتى مجرد التفكر، بالإضافة إلى مقولات الناس ينسبون إليه شح الوفاء و ( قلة الأصل) تجاه من أسدى له الرعاية و العمر.


ماذا يفعل الشاب، في تلك اللحظات الحاسمة، قد لا تسنح تلك الفرص إلا نادراً و لأشخاص يعدون على البنان.


مع العلم بأن تقنيات العصر و سبل تقدمه قد ألغت كثيراً من الفوارق و قاربت المسافاة مع سرعة المواصلات، و توفر الهاتف و النت، فهل ذلك أيضاً يسد جانباً من الابتعاد عنهما؟؟

-----

أرجو أن تشاركوني برؤاكم الثاقبة


تحياتي و تقديري